وقيل : في علي عليهالسلام حين نام على فراش النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة خرج إلى الغار.
قال في الثعلبي : فأوحى الله عزوجل إلى جبريل وميكائيل عليهماالسلام : إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى الله تعالى اليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فبات على فراشه يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة فأهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا ، فكان جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب باهى الله بك الملائكة ، وأنزل الله تعالى على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية ، وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي كرم الله وجهه.
وروي أن عمر بعث جيشا فحاصروا حصنا فقام رجل من بجيلة فقاتل حتى قتل ، فقال الناس ألقى بنفسه إلى التهلكة ، فبلغ ذلك عمر فقال : كذبوا ، أليس الله يقول : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) الآية.
وهذه الآية الكريمة فيها ثناء على من يبيع نفسه في سبيل الله ؛ لأن المعني بالشراء هنا البيع (١).
وقد دلت على الترغيب في بذل النفس للجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وروى الحاكم عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).
وعموم الآية وإن لم يكن في تلفه إعزاز للدين كما يحكى عن المؤيد بالله ، والمذكور للهدوية : أنه إنما يجوز في النهي عن المنكر إذا كان في ذلك إعزاز للدين ، كما فعل الحسين بن علي عليهالسلام وزيد بن علي عليهالسلام
__________________
(١) وفي نسخة (لأن المعني بالشراء هنا هو البيع)