نهج البلاغة (١) :
إذا قُمتَ في صلاتِك للناسِ فلا تكونَنَّ مُنفِّراً ولا مُضَيِّعاً (٢) ، فإنّ في الناسِ من بِهِ العلّةُ ولهُ الحاجة (٣). وقد سألتُ رسولَ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حينَ وجّهني إلى اليَمن كيفَ اُصلّي بهم؟ فقال : صلِّ بهم كصلاةِ أضعفِهم (٤)
______________________________________________________
(١) هذا من جملة ما ورد في عهد أمير المؤمنين عليهالسلام لمالك بن الحارث الأشتر النخعي حينما ولاّه مصر ، وهو أطول عهد محتوىً ، وأجمعه محاسناً ، وأتمّ دستور للراعي والرعيّة ، وقد ورد هذا العهد الشريف في نهج البلاغة.
ذكر فيه وصيّة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم له عليهالسلام في صلاته بالناس حينما وجّهه إلى اليمن.
جاء فيها التوصية بمراعاة الناس إلى جانب الإعتناء بالعبادة.
(٢) أي لا تكوننّ منفِّراً بالتطويل في الصلاة بحيث يوجب نفرة الناس.
ولا مضيِّعاً للصلاة بتأخيرها عن أوقات الفضيلة والتقصير في الآداب.
(٣) هذا تعليل قوله عليهالسلام ، « فلا تكوننّ ».
(٤) مراعاة لحال أضعف المأمومين وهو إحسانٌ إلى المؤمنين ، وقد عقد المحدّث الحرّ العاملي باباً لإستحباب تخفيف الإمام صلاته إذا كان معه من يضعف عن
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، ج ٢ ، ص ٤٤٠ ، من الطبعة اللبنانية.