إرشاد القلوب ، في حديث سلمان الفارسي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقبل على أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له :
يا أخي ، إنّك ستبقى بَعدي ، وستلقى من قريش شدّةً من تظاهرِهم عليك (١) وظلمِهم لكَ ، فإن وَجدْتَ عليهم أعواناً فقاتِل من خالَفكَ بمن أطاعَكَ ووافقكَ ، وإن لم تجدْ أعواناً فاصبر وكُفَّ يدَك ولا تُلقِ بها إلى التهلكةِ ، فإنّكَ منّي بمنزلةِ هارونَ من موسى ، ولكَ بهارونَ اُسوةٌ حسنَة إذ استضعفُه قومَه وكادُوا يقتلونَه ، فاصبِر لظلِم قريش وإيّاكَ وتظاهرهِم عليكَ ، فإنّك بمنزلةِ هارونَ من موسى ومَن تَبِعهُ ، وهُم بمنزلةِ العِجْل ومَن تَبِعَه (٢).
يا علي ، إنَّ اللّهَ تباركَ وتعالى قد قضى الفُرقةَ والإختلافَ على هذهِ الاُمّةِ (٣) ولو شاء لَجَمعهُم على الهُدى ...
______________________________________________________
(١) أي من تعاونهم وتعاضدهم على إيذائك.
(٢) أي بمنزلة عجل السامري ومن تبعه من بني إسرائيل الذين خالفوا أمر موسى وعبدوا العجل.
(٣) وذلك بسبب سوء إختيارهم أنفسهم ، لا بإجبار من الله تعالى.