ناسخ التواريخ ، روى أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجّه علياً عليهالسلام في بعض الوجوه ، فقال له في بعض ما أوصاه :
( يا علي ، قَد بعثُتكَ وأنا بِكَ ضَنينٌ (١) ، فلا تَدَعَنَّ حَقّاً لِغَد (٢) ، فإنَّ لكلِّ يَوم ما فيهِ ، وأبرُزْ للنّاس (٣) ، وقَدِّم الوَضيعَ على الشَّريفِ (٤) ، والضَّعيفَ على القويّ ، والنساءَ قبلَ الرّجالِ ، ولا تُدخِلَنَّ أحداً يَغلِبُكَ على أمرِكَ ، وشاوِرِ القرآنَ فإنّهُ إمامُك ) (٥).
______________________________________________________
(١) من الظنّ يعني البخل ، أي أبخل عن إرسالك ، وذلك لحبّه له وملازمته إيّاه وعزّته عنده.
(٢) لمطلوبية الإسراع في أداء الحقوق.
(٣) أي لا تحتجب عنهم بل إظهر لهم ، وبذلك يكون الوالي مطّلعاً على حاجات الناس ، ويمكن للناس الوصول إلى الوالي في إحتياجاتهم.
(٤) حتّى لا يُغدَر حقّ الوضيع ، ولا يُغلب على أمره.
(٥) ناسخ التواريخ للمؤرّخ الشهير سپهر كما حكى عنه في كلمة الرسول الأعظم ، ص ١٥١.
هذا تمام الكلام في ما لزم شرحه في المقام من وصايا سيّد الأنام لإمام المتّقين وأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وآلهما إلى يوم الدين والحمد لله تعالى أوّلا وآخراً.