نهج البلاغة ، قال عليهالسلام :
لو ضربتُ خيشومَ (١) المؤمن بسيفي هذا على أن يُبغضَني ما أبغضني ، ولو صببتُ الدنيا بجَمّاتها (٢) على المنافقِ على أن يحبَّني ما أحبّني ، وذلك أنّه قُضي فانقضى على لسانِ النبيِ الاُمّي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال :
يا علي ، لا يُبغضُكَ مؤمنٌ ، ولا يحبُّكَ منافق (٣) (٤).
______________________________________________________
(١) الخيشوم وجمعه خياشيم هو أقصى الأنف ، ومنهم من يطلقه على الأنف أيضاً (١).
(٢) الجمّات جمع جَمّة بفتح الجيم وهو مجتمع الماء من الأرض ، وهذه إستعارة عن أنّه لو صببت الدنيا بجمّاتها جليلها وحقيرها إحساناً إلى المنافق ما أحبّني.
(٣) وهذا خير معيار وأحسن محك لتمييز المؤمن الحقيقي عن المنافق الذي يُظهر الإسلام ويبطن الكفر ، لأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام هو المرآة الصافية ، والآية الباقية لتشخيص المؤمن وكشف الإيمان.
فهو الحقيقة المحضة والحجّة القاطعة ، الذي لا يجتمع بغضه مع الإيمان ، ولا حبّه مع النفاق ، فحبّ علي عليهالسلام إيمان وبغضه كفر ونفاق ، فمحبّة علي عليهالسلام علامة الإيمان وشعار المؤمن ، فالعهد المعهود من الله تعالى على لسان رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه لا يبغضه مؤمن ،
__________________
١ ـ مجمع البحرين ، ص ٥١٤.