أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح ، قال : حدّثنا عبدالأعلى بن واصل الأسدي ، عن مخول بن إبراهيم ، عن علي بن حزوّر ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت عمّار بن ياسر رضياللهعنه يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام :
يا علي ، إنَّ اللّهَ قد زيّنَكَ بزينة لم يُزيّنْ العبادُ بزينة أحبُّ إلى اللّهِ منها ، زيَّنَكَ بالزُّهدِ في الدُنيا ، وجعلكَ لا تَرزأ (١) منها شيئاً ولا ترزأُ منكَ شيئاً ، ووهَبَ لكَ حبَّ المساكين ، فجعلكَ ترضى بهم أتباعاً ويَرضَون بكَ إماماً ، فطُوبى لمَن أحبَّكَ وصدَّقَ فيك ،
______________________________________________________
(١) أي لا تأخذ ولا تنال من الدنيا ، من قولهم ، أرزأ من فيئه شيئاً أي انقص منه فلا هو عليهالسلام أخذ من الدنيا شيئاً ، ولا الدنيا أثّرت فيه شيئاً ، حتّى بلغ من الزهد الغاية القصوى باعتراف مُحبّه ومعاديه.
قال فيه ابن أبي الحديد : ( وامّا الزهد في الدنيا فهو سيّد الزهّاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تشدّ الرحال ، وعنده تنفض الأحلاس ، ما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبساً ... ) (١).
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، ج ١ ، ص ٢٦.