أمالي الشيخ الصدوق ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني ، قال حدّثنا محمّد بن مسلم الواسطي ، قال حدّثنا محمّد بن هارون ، قال أخبرنا خالد الحذّاء ، عن أبي قلابة ، عن عبدالله بن زيد الجرمي ، عن ابن عبّاس قال : لمّا مرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده أصحابه قام إليه عمّار بن ياسر ، فقال له فداك أبي واُمّي يا رسول الله من يغسلك منّا إذا كان ذلك منك؟
قال ذاك عليُ بن أبي طالب عليهالسلام لأنّه لا يهمُّ بعضو من أعضائي إلاّ أعانتْه الملائكةُ على ذلك.
فقال له ، فداك أبي واُمّي يا رسول الله ، فمَن يصلّي عليك منّا إذا كان ذلك منك؟ قال مه (١) رحمَك اللّه ، ثمّ قال لعلي عليهالسلام :
يابن أبي طالب إذا رأيتَ رُوحي قد فارقَتْ جَسدي فاغسِلني وأنْقِ غسلي وكفّني في طِمَريّ (٢) هذين أو في بياضِ مصر وبُرد يمان ولا تُغالِ في كفني (٣) واحملوني حتّى تضعوني على شفيرِ قبري ،
______________________________________________________
(١) مَهْ اسم فعل مبني على السكون مثل صَهْ بمعنى اكفف أي اكفف عن الكلام.
(٢) تثنية الطِمر بكسر الطاء وهو الثوب العتيق.
(٣) لعلّه من الغلو بمعنى تجاوز الحدّ ، أو من إستعمال الغالية وتطييب الكفن بالغالية التي هي نوع من الطيب مركّب من المسك والعنبر والكافور ودهن البان