وممّا أوصى به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام حينما حضرته الشهادة أنّه أوصى له بجميع مختصّاته ، وأوصاه بلبس خاتمه ، وقبض مختصّاته ، حتّى لا ينازعه فيها أحد من بعده.
ففي علل الشرائع قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضياللهعنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي ، قال : حدّثنا محمّد بن الوليد الصيرفي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام قال : لمّا حضَرَت رسولَ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوفاةُ دعا العبّاسَ بن عبدِالمطّلب وأميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال للعبّاسِ ، يا عمَّ محمَّد ، تأخذُ تُراثَ محمّد وتقضي دينَه وتُنجزُ عداتِه (١)؟
فردَّ عليه وقال : يا رسولَ اللّهِ أنا شيخٌ كبير كثيرُ العيال ، قليلُ المال ، من يطيقُك وأنت تباري الريح (٢).
______________________________________________________
(١) في هامش الكافي عن الفيض الكاشاني أنّه قال : لعلّ إلقاء هذا القول على عمّه أوّلا ثمّ تكريره صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك إنّما هو لإتمام الحجّة عليه ، وليظهر للناس أنّه ليس أحد مثل ابن عمّه في أهليّة الوصيّة.
(٢) المباراة هي المسابقة ، وتباري الريح بمعنى تسابق الريح. كناية عن علوّ الهمّة والسخاء ، يقال : فلان يباري الريح سماحةً أي يسابقه فيها ، والريح مشهورة