قال : فأطرق (٣) صلىاللهعليهوآلهوسلم هنيئةً (٤) قال (٥) ، يا عبّاس أتأخذُ تراثَ رسولِ اللّهِ وتنجزُ عداتِه (٦) وتؤدّي دينَه؟ فقال : بأبي أنت واُمّي أنا شيخٌ كبير كثيرُ العيال ، قليلُ المال ، من يطيقُك وأنت تباري الريح. فقال رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أما إنّي سأُعطيها من يأخذُ بحقِّها (٧) ، ثمّ قال :
يا علي ، يا أخا محمّد ، أَتُنْجِز عداةَ محمّد ، وتقضي دينَه ، وتأخذُ تراثَه (٨)؟
قال : نعم بأبي أنتَ واُمّي.
قال : فنظرتُ إليه حتّى نَزَع خاتَمه من إصبعِه فقال : تختَّمْ بهذا في حياتي.
______________________________________________________
بالسخاء.
(٣) يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت ولم يتكلّم ، وأطرق رأسه ، أي أَمالَهُ وأسكَنه ، وأَطرق الرجل ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض (١).
ولعلّ الأنسب هنا هو المعنى الأوّل.
(٤) هنيئة أي وقتاً.
(٥) في الكافي ، « ثمّ قال ».
(٦) التراث هو الميراث ، والعدات جمع عدة هي الوعد في الخير.
(٧) في الكافي ، « مَنْ يأخذها بحقّها » أي مَنْ يأخذ هذه المواريث بالإستحقاق ويقوم بلوازمها.
(٨) في التعبير بأخ محمّد ، ثمّ تقديم إنجاز العداة وقضاء الدين ، دون أخذ التراث ، لطف لا يخفى.
__________________
١ ـ مجمع البحرين ، ص ٤٣٩.