قال : كلُّ نساءِ النبيّ قد صَمَتْن فما يَقُلْنَ شيئاً ، فتكلَّمَتْ عائشة فقالت ، يا رسولَ اللّه ما كنّا لتأمرنا بشَيء فنخالفَه إلى ما سواه ، فقال لها ، بلى قد خالفتِ أمْري أشدَّ خلاف وأيْمُ اللّه لتخالفين قولي هذا ، ولتعصينَّهُ بعدي ، ولتخرجينَ من البيتِ الذي أُخلُفكِ فيه ، متبرّجةً فيه قد حَفَّ بكِ فئاتٌ من الناسِ ، فتخالفينَهُ ظالمةً له ، عاصيةً لربّكِ ، ولتنبحنَّك في طريقك كلابُ الحَوْأبِ (٢) ألا إنّ ذلكَ كائن ، ثمَّ قال : قُمْنَ فانصرِفنَ إلى منازلكُنّ ، فقُمنَ فانصَرَفْن (٣).
______________________________________________________
على الطاعة ، فأيّتهنّ عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج ، وأسقطها من شرف اُمومة المؤمنين ... (١).
(٢) الحوأب بفتح الحاء وسكون الواو وهمزة مفتوحة موضع في طريق البصرة محاذي البصرة ... موضع بئر نبحت كلابه على عائشة (٢).
(٣) إرشاد القلوب ، ص ٣٣٧ ، وتلاحظ نهي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة عن الخروج وإعلامها بنبح كلاب الحوأب إيّاها ، وخروج الفساد منها في طرق العامّة المتظافرة مجموعةً في السبعة من السلف ، ص ١٧٣.
وتلاحظ أحاديث تأنيب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها على ذلك من أحاديث العامّة مجموعة في هامش تلخيص الشافي ، ج ٢ ، ص ١٣٣.
ومن المناسب ملاحظة إستدلال الشيخ الطوسي قدسسره على كفر من حارب أمير المؤمنين عليهالسلام إستدلالا بإجماع الفرقة المحقّة ، وبحديث « حربك يا علي حربي وسلمك يا علي سلمي » المتّفق عليه بين الفريقين (٣).
__________________
١ ـ إكمال الدين ، ص ٤٥٩ ، ب ٤٣ ، ح ٢١.
٢ ـ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٣١٤.
٣ ـ تلخيص الشافي ، ج ٤ ، ص ١٣١.