يا علي ، تاركُ الزكاةِ يسأل اللّهَ الرجعَةَ إلى الدنيا وذلكَ قولُ اللّهِ عزّوجلَّ : ( حَتَّى إذَا جاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) الآية (٢٨٤).
يا علي ، تاركُ الحجِّ وهو مستطيعٌ كافر (٢٨٥) ،
______________________________________________________
(٢٨٤) سورة المؤمنون ، الآية ٩٩.
(٢٨٥) أي كافر بالكفر الحقيقي إذا كان جاحداً لفرض الحجّ ومستحلا لتركه ومستخفّاً به .. أو كافرٌ بالكفر العملي وبمعنى الخروج عن الطاعة إذا كان تاركاً بلا عذر.
فإنّ ترك الحجّ الواجب معصية موبقة ، وردّ لدعوة الله ، وترك الوفادة إليه ، وإهمال للإستكانة والخضوع للربّ ، واتّصاف بقساوة القلب وخساسة النفس .. كما يستفاد من حديث الإمام الرضا عليهالسلام (١) ، وتلاحظ بيان فضل الحجّ وعقاب تركه بالتفصيل في كتب الحديث (٢).
جاء في الفقه ، أنّ الحجّ فرض على كلّ من اجتمعت فيه الشرائط كتاباً وسنّةً وإجماعاً من المسلمين ، بل ضرورة من الدين ، ويدخل من أنكره في سبيل الكافرين ، بل لعلّ تأكّد وجوبه ضروري أيضاً فضلا عن أصل الوجوب .. ولذا سمّى الله تعالى تركه كفراً في كتابه العزيز ... وهو أحد الأركان التي بُني عليها الإسلام .. وبهذا الإعتبار اُطلق عليه حجّة الإسلام .. وهي تجب على الفور بالنصّ وبالاتّفاق المحكي عن الناصريات ، والخلاف ، وشرح الجمل للقاضي ، والتذكرة ، والمنتهى (٣).
__________________
١ ـ علل الشرايع ، ص ٤٠٢ ، باب ١٤٢ ، ح ٥.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٩٩ ، ص ٢ ـ ٢٦ ، باب ٢ ، الأحاديث.
٣ ـ جواهر الكلام ، ج ١٧ ، ص ٢٢٠.