فتحه ، أو للنقل من الوصفية إلى الاسمية كالنطيحة ، فإن الصفات إذا لم تذكر معها موصوفاتها تغلب عليها الاسمية فتلحقها التاء لتدلّ على غلبة الاسمية وعدم احتياجها إلى الموصوف.
وإمّا اسم آلة كالسّامعة والباصرة لأنّها آلة الفتح ، وهذا الاحتمال ذكره بعض الأعلام ، ولا يخفى ما فيه وفي جعل ما ذكر من المثالين من الآلة.
وربما يرجّح كونها وصفا بقلة مجيء المصادر عليها ، بل قد ينكر ذلك رأسا ، ويأول كلما جاء عليها إلى الأوصاف ، حتى الكاذبة والباقية في الآيتين وفيه تعسف.
نعم ، لا بأس بترجيح الوصفية كما لا بأس بترجيح كون التاء للنقل في المقام إذا لم يقصد بها المبالغة (١).
ثم إنها قد تطلق مجردة عن الإضافة ، إمّا لكونها علما بالغلبة كالمضاف إلى الكتاب ، فتلزم اللام ، أو اختصارا لعدم الالتباس ، واللام للمح الوصفية الأصلية وليكون كالخلف عن الإضافة.
قيل : ونظيره في الاختصار قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) قال الألوسي السيد محمود البغدادي المتوفى سنة (١٢٧٠) ه في «روح المعاني» ج ١ / ٣٤ : الفاتحة في الأصل صفة جعلت اسما لأول الشيء لكونه واسطة في فتح الكل ، والتاء للنقل ، أو المبالغة ، ولا اختصاص لها بزنة علّامة ، أو مصدرا طلقت على الأول تسمية للمفعول بالمصدر إشعارا بأصالته ، كأنه نفس الفتح إذ تعلقه به أولا ، ثم بواسطته يتعلق بالمجموع لكونه جزءا منه ، وكذا يقال في «الخاتمة» فإن بلوغ الآخر يعرض الآخر أولا ثم بواسطته يتعلق بالمجموع. وليس هذا كالأول لقلة فاعلة في المصادر ، إلا أنه أولى من كونه للآلة أو باعثا لأن هذه ملتبسة بالفعل ومقارنة له ، والغالب أن لا تتصف الآلة ولا يقارن الباعث ، على أن الآلة هنا غير مناسبة لإيهام أن يكون البعض غير مقصود.