«من أراد أن يسمع القرآن غضا طريا كما أنزل فليسمع من ابن أم عبد» (١).
أي عبد الله بن مسعود (٢).
وقد تطلق بل كثيرا مضافة إلى الكتاب الذي هو مصدر لكتب بمعنى خط أو جمع أو ثبت ، وإضافة السورة إليها لامية كيوم الجمعة وعلم التفسير كما صرحوا به وإن كان فيه بعض التأمل.
وكذا إضافة الفاتحة إلى الكتاب لكون المضاف إلى مباينا للمضاف ، إذ المراد بالكتاب الكل لا المفهوم الصادق على الكل والبعض حتى الآية كما في يد زيد.
وكان ينبغي من حيث القياس أن يصدق على أول آية بل كلمة أو كلام من الكتاب ، لكنها جعلت عاما لهذه السورة.
نعم ، ربما يجعل الإضافة بمعنى من نظرا إلى أن كل ما هو جزء من الشيء فإضافته إليه بمعنى من ، وكأن منشأ التوهم هو الخلط بين الجزء والجزئي ، فإن
__________________
(١) قال ابن عبد البر القرطبي المتوفى (٤٦٣) ه في الإستيعاب في معرفة الأصحاب المطبوع بهامش الإصابة ٢ / ٣١٩ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد».
وبعضهم يرويه : «من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد» وحدث عن سعيد ، عن قاسم ، عن وضاح ، عن ابن أبي شيبة ، عن معاوية بن عمرو ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله أنه أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان عبد الله يصلي فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد».
وروى الذهبي المتوفى (٧٤٨) ه في «سير النبلاء» ج ١ / ٥٠٠ بإسناده عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد»
(٢) ابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي ، أبو عبد الرحمن ، من أكابر الصحابة ، وكان من أهل مكة ومن السابقين إلى الإسلام ، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة ، كان قصيرا جدا يكاد الجلوس يوارونه ، ويحبّ الإكثار من التطيب ، روى القوم عنه (٨٤٨) حديثا ، توفى بالمدينة سنة (٣٢) ه عن نحو ستين عاما ـ الأعلام ، ج ٤ / ٢٨٠.