يخلقني خلقني نطفة بيضاء ، فأودعها صلب آدم ، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم ، ثم كذلك إلى عبد المطلب ، ثم افترقت تلك النطفة شطرين : إلى عبد الله وإلى أبي طالب فولدني أبي عبد الله ، فختم الله بي النبوة ، وولد عمي أبو طالب عليا ، فتمت به الوصية ، ثم اجتمعت النطفتان مني ومن علي وفاطمة فولدنا الجهر والجهيرة ، فختم الله بهما أسباط النبوة ...» الخبر (١).
وفيه : عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بالإسناد عن الكاظم عليهالسلام قال : إن الله تعالى خلق نور محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من نور اختراعه من نور عظمته وجلاله ، وكان ذلك النور محمدا فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين فخلق من الشطر الأول محمدا ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما ، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما ، خلقهما الله بيده ، ونفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه وصورهما على صورتهما ، وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه ، وخلفا على خليقته وعينا له عليهم ، ولسانا له إليهم ، وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه ، لا يقوم واحد بغير صاحبه ، ظاهرهما بشريه وباطنهما لاهوتية ظهرا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما ، وهو قوله :
(وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) (٢).
فهما مقام رب العالمين ، وحجاب خالق الخلائق أجمعين ...» الخبر بطوله (٣).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالة عليه ، وفي الزيارة الجامعة : «وأشهد أنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة ، طابت وطهرت ، بعضها من بعض ، خلقكم
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ / ١١١ ، ح ٧٦.
(٢) الأنعام : ٩.
(٣) بحار الأنوار : ج ٣٥ / ٢٨ ، ح ٢٤.