الله تعالى نورا فجعلكم بعرشه محدقين ، حتى منّ علينا بكم ، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه».
وحاصل البحث أن يقال :
أولا : مقتضى الأخبار الكثيرة اتحاد نور نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم مع أنوار الأئمة عليهمالسلام اتحاد حقيقيا واقعيا بحيث لا مجال معه للقول بالفصل أو الفضل.
وثانيا : أنه قد يترائى من صريح بعض أهل العلم ، بل من فحاوي بعض الأخبار أيضا فضل الولاية المطلقة الكلية على النبوة ، ولا ريب أن نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم صاحب النبوة المطلقة وأن وصيه صاحب الولاية المطلقة ، وقضية ما سمعت تعكيس الأمر فكيف التوفيق؟
والجواب من الأول : أن لهم عليهمالسلام مقامين :
أحدهما : مقام نسبهم إلى ما سواهم من المخلوقين ، وكلهم في هذه النسبة وهي معرفة الخلق لهم والإيمان بهم متحدون متساوون لا نفرق بين أحد منهم ، ونحن لهم مسلمون ، وعليه يحمل الأخبار الدالة على تساويهم في الخلقة والدرجة والمرتبة ، وإن أمرنا واحد ، وعلمنا واحد ، وحكمنا واحد ، ونورنا واحد.
روى الشيخ المفيد (١) بإسناده عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أيهما أفضل الحسن أم الحسين؟
فقال عليهالسلام :
«إنّ فضل أولنا يلحق بفضل آخرنا ، وفضل آخرنا يلحق بفضل أولنا ، وكل له فضل.
قال : قلت له : جعلت فداك وسّع عليّ في الجواب ، فإنّي والله ما سألتك إلا
__________________
(١) هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد ، توفي ببغداد سنة (٤١٣) ه.