بأجزائها المرتبة صعودا ونزولا كتاب (١) واحد كتبه الله تعالى بيده وأحصاه بعلمه وأمسكه بقدرته وجعل فاتحة هذا الكتاب مشيته الكلية ، وهو الوجود المطلق والقلم الأعلى ، والاسم الأعظم ، والحجاب الأقدم ، والتجلي الأول ، والنور الذي أشرق من صبح الأزل ، وهو نور نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولذا ورد : «أول ما خلق الله نوري (٢) ، أول ما خلق الله روحي (٣) خلق الله المشية بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشية (٤) وهو نور محمد وأوصيائه الطيبين ، خلقهم الله تعالى نورا واحدا قبل الخلق ، وجعلهم أعضادا وأشهادا وحفظة وروّادا
__________________
روشن است از نور رويش ديده بيناي ما* دره بيضا بود غواص اين درياى ما فرهنگ معارف اسلامي ج ٢ ، ص ٣٩٠.
(١) قال محمود الشبستري المتوفى (٧٢٠) ه في (گلشن راز) بالفارسية :
بنزد آنكه جانش در تجلي است |
|
همه عالم كتاب حق تعالى است |
عرض إعراب وجوهر چون حروف است |
|
مراتب مثل آيات ووقوف است |
از آنها هر يكى يك سوره خاص |
|
يكى زان فاتحة آنكديگر إخلاص |
(٢) بحار الأنوار : ج ١ / ٩٧ ، ح ٧ ، عن غوالي اللآلي ، وج ١٥ / ٢٤ ، ح ٤٤ وج ٢٤ / ٢٢ ، ح ٣٨ ، وج ٥٧ / ٧١٧٠ ح ١١٧.
(٣) لم أظفر على هذا الحديث بعينه ولكن يمكن أن يستفاد معناه من أحاديث أخر منها : ما رواه في البحار ج ٥٧ / ١٩٣ ، ح ١٤٠ ، عن الكافي ج ١ / ٤٤٠ ، عن الصادق عليهالسلام قال :
«قال الله تبارك وتعالى : يا محمد إني خلقتك وعليا نورا ـ يعني روحا لا بدن ـ قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري ... إلخ».
(٤) البحار : ج ٤ / ١٤٥ ، ح ١٩ عن توحيد الصدوق وفيه : قال أبو عبد الله عليهالسلام :
«خلق الله المشية قبل الأشياء ثم خلق الأشياء بالمشية».
وفي ح ٢٠ : «خلق الله المشيئة بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشيئة».
وقال المجلسي قدسسره بعد ذكر الحديثين :
بيان : هذا الخبر الذي هو من غوامض الأخبار يحتمل وجوها من التأويل ... ، ثم ذكر خمسة وجوه أعرضنا عن ذكرها للاختصار ومن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى ج ٤ / ١٤٥.