لكنه لا يخفى عليك أنّ هذه الوجوه مع ضعف بعضها ورجوع بعضها إلى بعض لا يحسم كلها مادّة الإشكال ، بل ربما يزيد في الإعضال ، نعم ، لا بأس ببعضها حسبما أشرنا إليه ، ومن جميع ما مر قد ظهر الجواب عن الثالث والرابع وهما الخبران.
وأما الخامس : وهو ما ظهر منه عليهالسلام من المعجزات.
فاعلم أن كل ما صدر منه عليهالسلام بل ومن غيره من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ، فإنما هو تفصيل وبيان وشرح وظهور لشؤون خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنه الفاتح الخاتم ، والشاهد على الجميع ، والمهيمن على ذلك كله ، وأمير المؤمنين عليهالسلام باب مدينة علمه وفوارة ينبوع حكمته ، وهو لسانه الناطق عنه في أمته كما في قوله تعالى :
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (١).
عن الصادق عليهالسلام أنّ اللسان هو أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) وهو يده الباسطة على الله تعالى بالنعمة والنقمة ، ولذا كان نعمة الله على الأبرار ونقمته على الفجار ، وهو نفسه في قوله : (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (٣).
وأخوه في عقد المؤاخاة : «أنت أخي ووصيي وقاضي ديني ومنجز وعدي» (٤) وابنه لأنه من أمته وهو قاسم الجنة والنار ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو أمته فهو أبو
__________________
(١) مريم : ٩٧.
(٢) لم أظفر على مصدر لذاك الحديث ، نعم في تفسير القمي في ذيل آية ٥٠ من سورة مريم : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) قال : يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، حدثني بذلك أبي عن الحسن بن علي العسكري عليهالسلام.
(٣) آل عمران : ٦١.
(٤) بحار الأنوار ج ٣٨ ص ٩٠ ح ١٦٦.