القاسم كما في الخبر المذكور في «العلل» (١) وهو المرتضى منه المشار إليه بقوله :
(عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) (٢) ففي الخبر (٣) أنه المرتضى من الرسول.
بل هو النفس المضافة إلى الضمير المتكلم في قوله :
(وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (٤).
باعتبار كون الإضافة لامية واللام للتمليك كما سميت النفس الملكوتية بذات الله العليا.
وبالجملة كل ذلك ظهور وبروز لشؤون خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم وتطوراته وتجلياته فهو الأصل القديم وخليفته الفرع الكريم ، ولذا ورد في زيارته : «السّلام على النور الشعشعاني والبشر الثاني».
وذلك لأن الإجمال أصل للتفصيل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
«عود إلى المرام وختام للمقام».
قد سمعت أن الباء إشارة إلى مقام مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، فهي الباب ، والحجاب ، والمبدأ والمآب ، وطريق الصواب ، ولب الألباب ، والشمس الساطعة من وراء السحاب ، ولها شؤون ربانية ، وقوى ملكوتية.
فهي للاستعانة لما مر من الخبر الدال (٥) على طوف مولانا أمير المؤمنين روحي له الفداء حول سرادق القدرة التي بها كان ما كان ، ووجد الأكوان والأعيان ،
__________________
(١) علل الشرائع ص ٥٣ ـ ٥٤ ومعاني الأخبار ص ٢٠.
(٢) سورة الجن : ٢٧.
(٣) تفسير فرات بن إبراهيم : ص ٥١١.
(٤) طه : ٤١.
(٥) تقدّم الخبر نقلا عن البحار ج ٢٥ ص ٢٢.