الخارجة بالاستنشاق عند مخرج ذلك الحرف المركب من مادة وصورة فمادته هي الهواء الخارج وصورته اعتماده وتقطيعه عند خصوص مخرجه.
ولا ريب أن الباء المعبّر بها عن الباب الأقدم والحجاب الأعظم مخرجها باب الفم وهو الشفه لأن الله تعالى اخترعها بالخطاب الفوهاني الشفاهي بل لا يمكن التكلم إلا بعد انطباق الفم ، لأنه النور الفاتق لظلمة العدم.
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (بولاية أمير المؤمنين) (أَنَّ السَّماواتِ) (سموات العقول والمجردات) (وَالْأَرْضَ) (أرض النفوس والماديات) (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (١) بنور المشية الذي هو الفيض الأول ، والنور الذي أشرق من صبح الأزل وهو الماء المطهر النافذ في العمق الأكبر ولذا قال :
(وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) (٢).
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) (وهي أرض الإمكان) (فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) (٣).
__________________
(١) الأنبياء : ٣٠.
(٢) الأنبياء : ٣٠.
(٣) السجدة : ٢٧.