باسم الذي في كل سورة سمه |
|
أرسل فيها باذلا يقرمه |
وقيل : إنه لا حذف ولا تعويض وإنما قبلت الواو همزة كإعاء وإشاح ، ثم كره استعماله فجعل همزته همزة وصل فوزنه (فعل) لا (أعل).
وعن البصريين : أنه من (السمو) لأنه رفعة للمسمى وشعار له ، فأصله (سمو) بسكون العين مع كسر الفاء أو ضمه لا فتحه ، لأنه لا يجمع على أفعال.
قالوا : وهي من الأسماء العشرة التي حذفت أعجازها لكثرة الاستعمال وهي (اسم واست وابن وابنه وابنم ، واثنان ، واثنتان ، وإمرأ ، وامرأة ، وأيمن) قسما فبنيت أوائلها على السكون ، فتوصلوا إلى الابتداء بها بهمزة الوصل حذرا من الابتداء بالسكن المستحيل عند بعضهم المستنكر عند آخرين ، وربما استشهدوا بشيوع استعماله في جمعه الأسماء والأسامي.
لكن عن «الصحاح» و «القاموس» أن الثاني جمع الجمع وفي تصغيره سمي وفي إسناد الفعل الضمير الحاضر سميت ، ومجيئ سمى كهدى لغة فيه كما أنشدوا :
والله أسماك سما مباركا |
|
آثرك الله به تباركا |
وإن قيل إنّه لا حجة في هذا الأخير لاحتمال أنه على لغة من قال (سم) ونصبه لوقوعه مفعولا.
وبالجملة قضية التصاريف المتقدمة كونه مأخوذا من (السمو) إذ لو كان معتّل الأول كما قال الكوفيون لقالوا في جمعه (أوسام) وفي تصغيره (وسيم) وفي الإسناد (وسمت) وتوهم حصول القلب المكاني فيها بأن يقال : أصل (أسماء أوسام).
وهكذا البواقي مع بعده لكونه خلاف الأصل مردود بأنه غير مطرد في ساير صيغ الاشتقاق ومن هنا يتجه أن الأشبه بقواعد الاشتقاق هو الثاني.