قال : إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء ، وكلها غيره يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحرق» (١).
وغير ذلك من الأخبار وكان هذا الخلاف في زمن الأئمة عليهمالسلام أيضا ولذا ورد السؤال عنه في بعض الأخبار.
ففي «الاحتجاج» عن أبي هاشم الجعفري وقال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليهالسلام فسأله رجل ، فقال : أخبرني عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء وصفات في كتابه؟ وهل أسماؤه وصفاته هي هو؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام :
«إن لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول : هي هو أنه ذو عدد وكثرة ، فتعالى الله عن ذلك ، وإن كنت تقول : هذه الأسماء والصفات لم تزل فإنّ لم تزل تحتمل معنيين ، فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو يستحقها (٢) فنعم ، وإن كنت تقول : لم تزل تصويرها (٣) وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله تعالى ذكره ولا خلق ، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه ، يتضرعون إليه ويعبدونه وهي ذكره ، وكان الله سبحانه ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل ، والأسماء والصفات مخلوقات (٤)» (٥) الخبر.
ثم إن المتأخّرين لمّا رأو شناعة مقالة الأشعرية حيث ذهبوا إلى أن الاسم
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ، ح ٢ ، عن «التوحيد» و «الاحتجاج».
(٢) في الكافي والتوحيد : وهو مستحقها.
(٣) في البحار نقلا عن «الاحتجاج» : لم يزل صورها وهجاؤها.
(٤) في التوحيد : «والصفات مخلوقة المعاني». وفي الكافي : «والأسماء والصفات مخلوقات والمعاني».
(٥) بحار الأنوار : ج ٤ / ١٥٣ ، ح ١ ، عن «الاحتجاج».