كما عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : «من عبد ربه بالتوهم فقد كفر ، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر (١) ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سر امره وعلانيته فأولئك أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام حقا».
وفي خبر آخر : «أولئك هم المؤمنون حقا» (٢).
فالعبادة بالتوهم أن يعبد الحقيقة المعقولة المتصورة في الذهن ، فإن من يعبد ما في الأذهان كمن يعبد الأوثان وهم الذين يعبدون ما ينحتونه بأذهانهم والله خلقهم وما يعملون.
ولذا قال مولانا الباقر عليهالسلام : «كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم ، مردود إليكم» (٣).
ومما ذكرنا يظهر ما هو الحق في المسألة المعروفة وهي أنّ الاسم هل هو عين المسمى أو غيره.
وقد طال التشاجر فيه بين المتكلمين ، فجلّ الأشاعرة بل كلّهم على الأوّل ، وأصحابنا الإمامية والمعتزلة على الثاني.
وقد وردت بذلك جملة من الروايات عن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين كقول الصادق عليهالسلام في خبر هشام : «والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر ، وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد ، أفهمت يا هشام؟
قال : فقلت : زدني جعلت فداك.
__________________
(١) في البحار : ومن عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر».
(٢) بحار الأنوار : ج ٤ / ١٦٦ ، ح ٧ عن «التوحيد».
(٣) البحار : ج ٦٩ / ٢٩٢.