وفي الزيارة يسبح الله بأسمائه جميع خلقه (١).
وقال مولانا الرضا عليهالسلام : «الاسم صفة لموصوف» (٢).
فكل صفة من صفاته الفعلية أو الذاتية اسم من أسمائه ، وكذا مظاهرها ، وآثارها ، وأسبابها وعلائقها ، ولوازمها ، وهي الأسماء التي علمها الله أبانا آدم على محمد وآله وعليهالسلام كما في قوله : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) (٣).
فإن الله تعالى خلقه من صفو جميع العالم ، وأودع فيه قبضة من جميع العوالم ، فآدم مجمع قوى العالم ، كما قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام :
أتزعم أنك جرم صغير |
|
وفيك انطوى العالم الأكبر |
وسيجيء الإشارة إلى هذا في تفسير الآية إن شاء الله تعالى.
وأما الأسماء اللفظية : فهي الألفاظ المؤلّفة من الحروف الموضوعة للاقسام الأول لغرض التفهيم والتعليم والتعبير ، كما قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام في خطبة : «فأسماؤه تعبير وصفاته تفهيم» (٤).
وهذه في الحقيقة أسماء أسمائه ، بل بأزيد من واسطة ، فإن المعاني بعضها عنوان للآخر ، فالإسم بهذه المعاني كلها غير المسمى ، وليس المعبود الحق هذه الأسماء اللفظية الوضعية ، ولا معانيها المرتسمة منها في الأذهان ، ولا الحقائق الكلية التي وضعت هذه الألفاظ بإزائها مع قطع النظر عن تحققها في الذهن أو في الخارج ، فإنّ هذه كلها أسماء وصفات ، والمسمّى الحق وراء ذلك كله.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨٩ / ٣٠٣ ، ح ٣.
(٢) البحار : ج ٤ / ١٥٩ ، ح ٣ ، عن التوحيد والمعاني والعيون.
(٣) البقرة : ٣١.
(٤) بحار الأنوار : ج ٤ / ٢٢٨ ، ح ٣ ، عن «التوحيد» و «العيون» عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام وفيه : «فأسماؤه تعبير وأفعاله تفهيم».