والمادية والمجردة ، الملكوتية والناسوتية ، والبسيطة والمركبة ، والعلوية والسفلية ، فإن كلا منها اسم من الأسماء الإلهية ، وهي المشار إليها في دعاء الكميل بقوله : «وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء ، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء» (١).
وفي دعاء شهر رمضان : «اللهم إني أسألك باسمك الذي دان له كل شيء» (٢).
وبالجملة فكل حقيقة من الحقائق أو ذات من الذوات ، أو وصف من الأوصاف ، أو عرض من الأعراض ، أو اسم من أسماء الله ، وأعظمها أعظمها ، وأكبرها أكبرها ، وكل أسمائه عظيمة كبيرة ، كما في دعاء السحر : «اللهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها ، وكل أسمائك كبيرة» (٣).
وذلك لانتسابه إليه.
فشرافة الاسم بشرافة المسمى وعظمته وكبريائه ، فلذلك استأنف الدعاء بقوله : «اللهم إني أسألك بأسمائك كلها» ، حيث أنها بأجمعها تدل على العظمة والكبرياء.
ومن هنا قيل : إن قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) أو (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) وقوله : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) وغيرهما مما أقسم الله تعالى به من قليل وجليل وصغير وكبير أنما هو بمنزلة قوله : «وعزتي وجلالي وكبريائي وقدرتي وجبروتي» إلى غير ذلك من الصفات الجمالية والجلالية ، فإن كل شيء من الأشياء مظهر لتلك الصفات الذاتية والفعليّة.
ففي كل شيء له آية |
|
تدل على أنه واحد |
__________________
(١) البحار : ج ٨٦ / ٣٢٦.
(٢) بحار الأنوار : ج ٩٧ / ٣٤١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٩٧ / ٣٧٠.