ومن هنا لا غرو أن يكون كل من الفعل والفاعل والمفعول ، وكلّ من الأثر والمؤثر ، وكل من العلة والمعلول ، وكل من اللازم والملزوم اسما للآخر ، فكل منها اسم باعتبار ومسمّى باعتبار.
ومن هنا يظهر أنّ أسمائه سبحانه تنقسم إلى أقسام أربعة : ذاتيّة وفعليّة ومعنويّة ولفظيّة.
فالذاتية : هي المعاني التي يعبّر عنها بالذات وعن الذات بها ، بل هي الذات حقيقة بلا مغايرة حقيقية أو اعتبارية ، ولذا لا فرق بينها وبين اطلاق المبادي والمشتقات كالعلم والقدرة والحياة ، فهو علم وعالم ، قدرة وقادرة ، حي وحياة.
كما قال الصادق عليهالسلام : «هو نور لا ظلمة فيه ، وحياة لا موت فيه ، وعلم لا جهل فيه ، وحق لا باطل فيه» (١).
والفعلية : نفس فعله تعالى المعبّر عنها بالإرادة والمشية والإبداع.
كما قال الرضا عليهالسلام : «إن أسمائها ثلاثة ومعناها واحد» (٢).
وهذا الاسم أقدم الأسماء وأعظمها ، وأكرمها ، وأتمها ، وأحسنها ، وأشرفها.
وهو الاسم العظيم الأعظم ، الأجل الأكرم الذي وضعه الله على النهار فأضاء وعلى الليل فأظلم (٣).
فإنه المشية التي دان لها العالمون ولها انقادت السموات والأرضون (٤).
وأما الأسماء المعنوية : فهي الحقائق المخلوقة الجعلية من الكلية والجزئية
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤ / ٧٠ ، ح ١٦ عن توحيد الصدوق.
(٢) البحار : ج ٥٧ / ٥٠ ، ح ٢٧ ، وفيه : واعلم أن الإبداع والمشية والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة ...
(٣) اشارة إلى ما في الدعاء الرجبية الخارجة من الإمام عليهالسلام على يد أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد ، رواها المجلسي قدسسره في البحار : ج ٩٨ / ٣٩٣.
(٤) اشارة إلى ما في دعاء السمات المروية في البحار : ج ٩٠ / ٩٧.