الأول عن الواجب ، وهو الوجود المطلق ، والنفس الرحماني ، والنور الشعشعاني ، والبشر الأول بل الثاني ، والسبع المثاني ، ومقام البيان والمعاني ، والغيب الأول ، والنور الذي أشرق من صبح الأزل ، وفلك الولاية المطلقة والكاف المستديرة على نفسها ، والمشية الكلية ، والمحبة الحقيقية ، والحضرة الواحدية ، والحقيقة المحمدية ، والولاية العلوية ، والسرّ المستتر ، والسر المقنع بالسر ، ومبدأ الأسماء والصفات ، وأوّل مقام شؤون الذات ، والشمس الطالعة في أفق لم يزل ، ووجه الله عزوجل ، والقديم الأول ، إذ الحق تعالى هو القديم المطلق الذي لا ثاني له ، وإليه الإشارة في الخطبة الأميرية الغديرية على منشئها آلاف الثناء والتحية بقوله : «استخلصه الله في القدم على سائر الأمم ، أقامه في سائر عوالمه مقامه في الأداء ، إذ كان لا تدركه الأبصار ولا تحويه خواطر الأفكار» (١).
وهذا الاسم هو قطب الأقطاب ، وباب الأبواب ، وحقيقة أم الكتاب ، ومنه المبدأ ، وإليه المآب ، وبحر الإمكان والأكوان ، والمقامات التي لا تعطيل لها في كل مكان وصاغورة الجنان ، وباكورة نفس الرحمان ، والإنسان الذي علمه البيان وباء البسملة وسر الحوقلة ، ومظهر الحمدلة ، وحقيقة السمعلة ، إلى غير ذلك من الأسماء الشريفة والألقاب المنيفة.
وهذا الاسم بالحروف غير مصوت ، لأن الصوت من الأعراض الضعيفة ، والأوصاف السخيفة ، وحروف هذا الاسم عالية لامعة ، وكلماتها متعالية جامعة ، وهي المشار إليها بقول مولانا الرضا عليهالسلام وروحي وروح العالمين له الفداء وعليه وعلى آبائه وأبنائه آلاف التحية والثناء في خبر عمران الصابي حيث قال :
«واعلم أن الإبداع والمشية والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة ، وكان
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٧ / ١١٣ ، عن مصباح الزائر.