أول إبداعه وأرادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء ودليلا على كلّ مدرك وفاصلا لكل مشكل ، وبتلك الحروف تفريق كل شيء من اسم حق أو باطل ، أو فعل أو مفعول ، أو معنى أو غير معنى ، وعليها اجتمعت الأمور كلها» (١).
لكن الحروف في هذا الخبر هو الركن الرابع من هذا الاسم كما ستعرف.
وباللفظ غير منطق ، لما سمعت ، بل نطق به الله سبحانه من غير لفظ ، يقول ولا يلفظ ، ويرى ولا يلحظ.
ففي «تأويل الآيات» بالإسناد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ، ثم تكلّم بكلمة فصارت نورا ، ثم خلق من ذلك النور محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخلقني وذريتي ، ثم تكلّم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور ، وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله وكلماته ، وبنا احتجب من خلقه» (٢).
وفي «مصباح الأنوار» أنه سئل العباس : كيف كان بدو خلقكم يا رسول الله؟ فقال : «يا عم! لما أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم خلط النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين» (٣).
وبالشخص غير مسجد لتقدس ذاته عن الاتصاف بعوارض الماديات من التجسّد والتجسّم والتجزية والتفكيك والتحليل.
وبالتشبيه غير موصوف ، فإنه ليس كمثله شيء بناء على أن الكاف للتشبيه وليست زائدة ، لأن المثل بكسر الميم وسكون المثلثة والمثل بالفتحتين عندنا بمعنى
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠ / ٣١٤ ، ح ١.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٥ / ١٠ ، ح ١٠.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٧ / ١٩٣.