وذريته فاتحة كتاب الوجود (١) والوسيلة لاهتداء العابد إلى المعبود ، والحجر الذي ينفجر منه عيون الفيض والجود.
ومنها : «أم الكتاب» و «أم القرآن».
فإن أمّ الشيء في الأصل أصله ، وهذه السورة أهل القرآن كلّه ، فإنّها حقيقته الإجمالية الّتي لم ينبسط بعد في عالم التفصيل وقد سمعت سابقا أنّ نسبته في القرآن كنسبة خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأكوان ، وكما أنه دحيت وانبسطت من سورته البلدية المكانية وهي أم القرى جميع الأراضي والبلدان ، كذلك تفصل وتحصل من سورته القرآنية جميع سور القرآن.
وكذا ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «أن جميع ما في القرآن فهو في فاتحة الكتاب» (٢).
__________________
(١) كما قال نابغة الدهر وفيلسوف الزمن وفقيه الأمة الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدسسره :
فاتحة الوجود خاتم الرسل |
|
جل عن الثناء ما شئت فقل |
كل وجود هو من وجوده |
|
فكل موجود رهين جوده |
وعالم الإبداع من ظهوره |
|
ونشأة التكوين ظل نوره |
الأنوار القدسية لمحمد حسين الاصفهاني ، ط مؤسسة الوفاء بيروت ١٤٠٢ ه.
(٢) في ملحقات الإحقاق ج ٧ / ٦٠٨ عن «ينابيع المودة» ص ٦٩ وص ٤٠٨ ، ط إسلامبول ، وفي «الدر النظيم» :
اعلم أن جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن ، وجميع ما في القرآن في الفاتحة ، وجميع ما في الفاتحة بالبسملة ، وجميع ما في البسملة في باء البسملة ، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي تحت الباء ، قال الإمام كرم الله وجهه :
«أنا النقطة التي تحت الباء».
قال صاحب تفسير «المنار» في ج ١ / ٣٥ : الفاتحة مشتمل على مجمل ما في القرآن ، وكل ما فيه تفصيل للأصول التي وضعت فيها ثم بين مراده باشتمال الفاتحة على مجمل القرآن بما خلاصته أنّ ما نزل القرآن لأجله أمور : التوحيد والوعد للمطيعين والوعيد للعاصين ،