كذا في «الصحاح» ثم أدخلت عليه الألف واللام فصار (الإله) ثم خفّفت الهمزة بأن ألقيت حركتها على اللام الساكنة قبلها وحذفت فصار (اللاه) ، ثم أجريت الحركة العارضة مجرى الحركة اللازمة فأدغمت اللام الأولى في الثانية بعد أن سكنت حركتها فقيل : (الله).
قالوا : وليست الألف واللام عوضين عن الهمزة المحذوفة وإلّا اجتمعا مع المعوض عنه في قولهم (الإله).
ولكن قال الجوهري (١) : «سمعت أبا علي (٢) النحوي يقول : إنهما عوض عنها ، قال : ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء ، وذلك قولهم : أفالله ليفعلن ، ويا الله اغفر لي ، الا ترى أنه لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم. قال : ولا يجوز أن يكون للزوم الحرف لأنّ ذلك يوجب ان تقطع همزة الذي والّتي قال : ولا يجوز أيضا أن يكون لأنّها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة ، كما لم يجز في أيم الله وأيمن الله التي هي همزة وصل فإنها مفتوحة.
قال : ولا يجوز أن يكون ذلك أيضا لكثرة الاستعمال لأن ذلك يوجب أن تقطع الهمزة أيضا في غير هذا مما يكثر استعمالهم له ، فعلمنا أن ذلك لمعنى اختصّت به ليس في غيرها ولا شيء أولى بذلك المعنى من أن يكون المعوّض من الحرف المحذوف الذي هو الفاء» (٣). انتهى ما حكاه في الصحاح.
__________________
(١) الجوهري : إسماعيل بن حماد أبو نصر الأديب اللغوي ، اختلفوا في تاريخ وفاته بين (٣٣٣ ، ٣٥٣ ، ٣٩٦ ، ٣٩٨ ، و ٤٠٠) ـ ريحانة الأدب : ج ١ / ٤٣٨.
(٢) أبو علي الفارسي : الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي المتوفي (٣٧٧) ه. ـ العبر : ج ٣ / ٤.
(٣) الصحاح : ج ٦ / ٢٢٢٣ ، باب الهاء ، ط بيروت.