وجلاله ، وهو نور لاهوتيّته الذي تبدّى» (١). من لاه ، أي من آلهيته.
أو انه من وله إذا تحير وتخبط عقله ، وأصله ولاه ، فقلبوا الواو همزة لاستثقال الكسرة عليها استثقال الضم في وجوه ، فقيل : إلاه ، كما قيل : إعاء ، وإشاح ، وأصلهما وعاء ووشاح.
قيل : ويرده الجمع على (آلهة) دون (أولهة) ، فإن جمع الكثرة كالتصغير يرد الأشياء إلى أصولها ، كما جمع إعاء وأشاح على أوعية وأوشحة.
وربما يدفع بأنّه لما أبدلت الواو همزة في جميع تصاريف (اله) عوملت معاملة الأصلية.
ويؤيّده كلام الجوهري : «أله يأله ألها وأصله وله يوله ولها».
وعلى كل حال فالأقوال في اشتقاقه كثيرة جدّا ، وإن أمكن إرجاع بعضها إلى بعض.
بل قال في «القاموس» : «أله إلهة وألوهة وألوهية عبد عبادة ، ومنه لفظ الجلالة ، واختلف فيه على عشرين قولا ذكرتها في المباسيط ، وأصحها أنه علم غير مشتق ، أو أصله إله كفعال ، بمعنى مألوه ، وكل ما أتّخذ معبودا إله عند متخذه بين الإلاهة بالكسر ، والألاهة بالضم ، والألهانية كرهبانية.
وقال في لاه يليه ليها بمعنى تستر : أنه جوّز سيبويه اشتقاق لفظ الجلالة منها» انتهى.
لكن قد سمعت أنّ الأظهر الأقوى فيه الاشتقاق للمعتبرة المستفيضة عن أئمة الدين عليهمالسلام الذين هم أعلم الخلق بالله ، وبصفاته العليا ، وأسمائه الحسنى ، سيّما بعد حقوق شرائط الاشتقاق فيه ، ومناسبة لما اشتق منه مادة وصورة.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٥ / ٢٨ ، ح ٢٤ ، عن كنز الدقائق.