نعم ، يمكن الإشكال فيها من حيث اختلافها في نفسها لتضمن بعضها اشتقاقه من وله بمعنى فزع ، أو من أله بمعنى تحيّر أو عبد أو احتجب ، أو غير ذلك.
لكن مع ذلك لا ينبغي التأمل في أصل الاشتقاق للأخبار التي يستفاد منها كون هذا البحث مطرحا للأنظار في عصر الأئمة الأطهار عليهمالسلام ، بل يمكن دفع الإشكال أيضا بعد إمكان إرجاع الجميع إلى مادة واحدة لو لم يرجع إلى معنى واحد.
مضافا إلى إعمال حكم الترجيح بينها حسب ما هو قضية التعارض بعد جواز اشتقاقه عن كل منها ، واشتراك الكل في عدم دلالته على الذات المقدسة من حيث هي لدلالتها على الشؤون والسبحات التي هي فزع المخلوقين إليه أو تحيرهم فيه أو عبادتهم إلى غير ذلك.
بل ربما يقال بجواز اشتقاق هذه المواد بتلك المعاني عن ذلك الاسم المقدس ، سيّما على مذهب بعض أصحاب العربية ، بل قطع الشيخ الأحسائي (١) طاب ثراه ، حيث قال في «شرح التبصرة» بعد حكاية جملة من الأقوال : «إن هذه الأقوال كما ترى ، لأنّ استعمال المشتقّ من شيء مسبوق باستعمال ذلك الشيء ولا كذلك هذا ، بل الحقّ أنّها كلها مشتقة منه وفائضة عنه.
ولعل ما ذكره قدسسره بالنسبة إلى الاشتقاق المعنوي ، وإلا فهو بالنسبة إلى الاشتقاق اللفظي ضعيف كما لا يخفى.
__________________
(١) تقدم أنه الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحسائي المتوفى بالمدينة المنورة سنة (١٢٤٢) ه أو بعدها ، وقيل في تاريخ وفاته :
الشيخ أحمد بن زين الدين |
|
ذو العلم والشهود واليقين |
فوارة النور جليل أمجد |
|
بعد (دعاء) رحم الشيخ أحمد |
ولا يخفى أن العلماء في عصره وبعده مختلفون في حقه بين مثن عليه وقادح فيه ، والله تعالى هو العالم.