وهو صريح في أنّ المألوه بمعنى العابد لا بمعنى المعبود ، كما في أخواتها.
وفي «الكافي» في خبر هشام : «الله مشتق من إله والإله يقتضي مألوها» (٨).
والإله لما كان بمعنى المعبود ، والعبادة من الأمور النسبية التي لا بد معها من المنتسبين ، فالمعبود يقتضي عابدا ، فيكون المألوه بمعنى العابد ، ويؤيده قوله بعد ذلك : «فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر» (٩).
وأجيب بوجوه : أحدها ما ذكره الصدر الأجل الشيرازي قدسسره من أن الإله مصدر بمعنى المفعول أي المألوه وهو الحق.
وقوله : الإله يقتضي مألوها معناه أنّ هذا المفهوم المصدري يقتضي أن يكون في الخارج موجود هو ذات المعبود الحقيقي ، ليدلّ على أنّ مفهوم الاسم غير المسمّى ، ولذا عقّبه بقوله : والاسم غير المسمّى.
وتبعه في ذلك صهره المحدّث الكاشاني واعترض بانّ حاصل المعنى حينئذ هو أنّ المألوه يقتضي مألوها ، ومثل هذا الكلام لا يصدر عن مثل الإمام عليهالسلام.
ثمّ على تسليم أنّ المراد بالمألوه في الأوّل الاسم ، وفي الثّاني الذّات ، فللخصم أن يقول : لا نسلّم ذلك الاقتضاء ، فإنّ كثيرا من الأسماء المتداولة بين الجمهور لا ذات لمسمّاها ، ولا تحقّق لمعناها كعنقاء المغرب وأمثاله.
وفيه أنّ التّغاير المشار إليه في الجواب من حيث المفهوم والمصداق كاف في انسياق الكلام له ، بل الظّاهر من مساق الخبر بيان مغايرة اللّفظ للمعنى ، وأنّ الأوّل يدلّ على الثّانى ، حيث قال : «فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ، ومن عبد الاسم
__________________
(٨) بحار الأنوار : ج ٤ / ١٥٧ ، عن الاحتجاج.
(٩) بحار الأنوار : ج ٤ / ١٥٧ ، عن الاحتجاج.