والمعنى فقد عبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التّوحيد» (١).
ثمّ استدلّ عليهالسلام بأنّ لله تسعة وتسعين اسما فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كلّ اسم منها إلها ، ولكنّ لله معنى يدلّ عليه بهذه الأسماء ، وكلّها غيره ، ثمّ تمثل لذلك بانّ الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثّوب اسم للملبوس ، والنّار اسم للمحرق.
ومن البيّن أنّ ظاهر صدر الخبر فضلا عمّا ذيّله به من الدليل والتّمثيل بيان مغايرة اللفظ للمعنى ، والاسم للمسمّى ، ردّا على من توهّم الاتّحاد فيهما على ما مرّت الاشارة إلى الكلام في أصل المسألة.
ومن هنا يضعّف ما ذكره شيخنا البهائي في كشكوله من أنّ أصحاب القلوب على أنّ الاسم هو الذّات مع صفة معيّنة وتجلّى خاص ، وهذا الاسم هو الّذى وقع فيه التّشاجر أنّه هل هو عين المسمّى أو غيره وليس التّشاجر في مجرّد اللّفظ كما ظنّه المتكلّمون فسوّدوا قراطيسهم وأفنوا كرابيسهم بما لا يجدي بطائل ولا يفوق العالم به على الجاهل.
إذ فيه أنّه مخالف لظاهر الخبر وغيره على ما مرّ بل قد سمعت حكايته عن القيصري أيضا ولقد أجاد الفاضل المازندراني حيث قال في شرح قوله : وإله يقتضي مألوها اى متحيّرا مدهوشا في أمره أو متعبّدا له أو مطمئنّا بذكره أو معبودا وهو الأنسب بقوله في الاسم غير المسمّى.
ثانيها : ما ذكره صهره المحدّث الفيض رحمهالله من احتمال جعله بفتح الالف وسكون اللّام مصدر اله بالفتح إلها بالسّكون بمعنى العبادة ، ثمّ قال : إنّ العبادة يقتضي أن يكون في الموجودات ذات معبود ، ولا يكفى فيه مجرّد الاسم من دون
__________________
(١) بحار الأنوار : ٤ / ١٥٧.