ولاشتهاره بلفظه بين جميع الأمم والطّوائف والملل مع اختلاف ألسنتهم وأديانهم (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) (١).
ولتكرّره في كتاب الله المجيد المهيمن على غيره من الكتب أكثر من غيره من الأسماء حتّى قيل : إنّ عدده فيه مع ما في البسملة ألفان وثمان مائة واثنا عشر ، وليس لغيره من الأسماء هذا العدد في كتاب الله.
ولإناطة التوحيد عليه في كلمتي الشّهادة لا اله الّا الله محمّد رسول الله.
ولانتساب أشرف الأنام إليه في أشرف أسمائه وهو عبد الله ولذا قدّمه على الرّسالة في التّشهّد : وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
ولما يستأنس له من بعض الأدعية الدّالة عليه كقوله عليهالسلام في دعاء سحر وايّام شهر رمضان اللهم إنّى أسئلك بما تجيبني به حين أسئلك به فأجبني يا الله ، وفي بعضها نعم دعوتك يا الله إلى غير ذلك من التّقريبات الّتي لا تحقيق معها لأصل القصد الّذي هو أنّ الاسم أعظم هل هو من سنخ الألفاظ ومن عالم الحروف والكلمات كما هو ظاهر الأكثر بل صريح غير واحد من المحقّقين أو أنّه من عالم المعاني والمراتب الكونيّة كما يظهر من البعض ، بل لعلّه الظّاهر ممّن ينفى الأعظميّة في الأسماء كالطريحى وغيره ولذا قد ينزّل عليه ما ورد من أنّه تعالى خلق اسما بالحروف غير مصوت (٢) ، وباللّفظ غير منطق ، وبالشّخص غير مجسّد ، وبالتّشبيه غير موصوف ، وباللّون غير مصبوغ منفيّ عنه الأقطار ، مبعّد عنه الحدود ، ومحجوب عنه حسّ كلّ متوهّم ، مستتر غير مستور ، إلخ (٣).
وذلك لما قد يقال من أنّ كلّ ما خلقه الله تعالى فانّما هو من أسمائه بما توسّم
__________________
(١) الزمر : ٣٨.
(٢) في البحار عن التوحيد : بالحروف غير منعوت.
(٣) بحار الأنوار : ٤ / ١٦٦ ح ٨ عن التوحيد.