فيا الغلامان اللذان فرّا |
|
إيّاكما أن تكسبانا شرا (١) |
ولذا قيل : إن من قال : إنّ لفظة الجلالة من الأعلام الواقعة على سبيل الارتجال من غير أن يؤخذ من أصل آخر وأنّ الألف واللام فيه جزء اللفظ لم يرد عليه الاعتراض بنداء ما فيه الألف واللام.
وأما من يقول : بأن الألف واللام فيه للتعريف فقد أجابوا عن الاعتراض بأن اللام فيه بمنزلة الأصل ، للزومها وكونها عوضا عن الهمزة التي هي فاء.
أو لأن النداء فيه أكثر من غيره فخفّفت بحذف الوصلة بدخول كلمة (أل) ولم يخفف بانتزاع اللام لأنه يفضي إلى تغيّر الاسم وزوال ما قصد به التعظيم.
أو لأنهم كرهوا بأن يأتوا باسم مبهم يطلقونه على الله عز اسمه.
أو لأن إطلاق الأسماء عليه توقيفية ولم يرد الإذن بمثل (يا أيها الله) ، كي لا يحصل الفصل بين حرفي التعريف بالاسم المبهم.
ومنها : امتناع دخول كلمة أي والهاء للتنبيه عليه مع حرف النداء بخلاف غيره من الأسماء والأوصاف كقوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُ) ، ولعله يرجع إلى ما مر ، فإن أيّ جعلت وصلة إلى نداء المعرّف باللام نظرا إلى امتناع دخول اللام عليه لتعذر الجمع بين حرفي التعريف ، فإنّ حرف النداء لتعريف المنادي.
ولذا قيل في الضابطة : إنّ مدخول لام التعريف إمّا أن يكون علما أو غير علم ، فإن كان غير علم فلا يخلو إما أن يصحّ نزع اللام منه أو لا ، فإن لم يصح نزع اللام منه كالصعق والثريا لا يصح نداؤه ، إذ لا ينزع منه اللام ، ومعها لا يدخله حرف النداء ، فالطريق في ندائه أن يؤتى بمن فيقال (يا من هو الصعق) وإن كان علما يصح
__________________
(١) لم يسمّ قائله ولكن استشهد النحويّون كالسيوطي والجامي به في باب المنادي. وفي شرح ابن عقيل : إيّاكما أن تعقبانا شرّا.