نزع اللام منه كالحارث والعباس فقيل : إنه ينادى بنزع اللام ، وقيل : لا يجوز نداؤه لا مع اللام لامتناع الجمع ، ولا بدونها لاستلزامه تغيير صورة العلم.
وفيه : أنه إن كان علما بدونها فلا محذور في حذفها ، أو معها فهي كالجزء ، كما لو سمي بمركب ، بل بجملة فعلية كيا تأبط شرا ، أو اسمية كيا الرجل منطلق.
وأمّا المعرف باللام الذي ليس علما فلا يباشره حرف النداء ولكن يؤتى بأيها أو ذا ، أو أيهذا ، أو هذا ، فيقال : يا أيها الرجل ، أو يا ذا الرجل ، أو يا أيهذا الرجل ، أو يا هذا الرجل.
كأنهم كرهوا أن يجمعوا بين حرفي التعريف وحرف النداء ، كما كرهوا حذف اللام فيه ، لما فيه من الانتقال من التعريف الأقوى إلى التعريف الأضعف ، فأتوا باسم مبهم مجرد عن حرف التعريف جعلوه المنادي في اللفظ وأجروا عليه حكم المعرّف باللام المقصود بالنداء.
ومنها : تعويض الميم المشددة في آخره عن حرف النداء ، ولذا لا يجتمعان إلا شاذا وشدّد لكونها عوضا عن حرفين ، وهذا هو المشهور ، وقيل : أصله يا الله أمنّا بخير ، فخفّف لكثرة الاستعمال بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل وهمزته.
وهذا أيضا من خواصّ هذا الاسم بل فيه الإشارة إلى كثرة التوسل بهذا الاسم في الدعوات كي استحق مثل هذا التخفيف.
ومنها : ما قد يقال : إنه قد يسقط الألف واللام أيضا مع إلحاق الميم المشددة ويقال لاهم.
قال أبو خراش (١) في الشوط الخامس : لا همّ هذا خامس إن تمّا.
__________________
(١) هو أبو خراش خويلد بن مرة ، شاعر فحل من شعراء هذيل ، مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم ومات سنة (١٥) ه في خلافة عمر بن الخطاب ، نهشته أفعى فمات. ـ الأغاني : ج ٢١ / ٢٠٥.