اللات في الذكر ، وأن التفخيم مشعر بالتعظيم ، وهذه اللفظة تستحق المبالغة فيه ، والمرققة تذكر بطرف اللسان ، والمغلظة بكله ، فأوجب لزيادة القصد والعمل فيه كثرة الثواب ، مع أن ذكره بكل اللسان يشعر بذكره بكل القلب ، فيكون امتثالا لما عن «التوراة» : «يا موسى! أجب ربك بكل ذكر».
أقول : ولعل الأولى من كل ذلك الاستناد إلى قراءة العرب الذين هم من أهل اللسان ، وإن كان لا يعلل عندهم أيضا بشيء إليه ، فإن ذلك يرجع إلى الحرف وكيفية أدائه ، لا إلى جوهره ومادته.
ومن هنا يظهر الجواب عما استشكله الرازي من أن نسبة اللام الرقيقة إلى اللام الغليظة كنسبة الدال إلى الطاء ، وكنسبة السين إلى الصاد ، وحيث اعتبروا التغاير بين كل من الحرفين فليعتبر أيضا بين هاتين.
ووجه وحدة النسبة على ما صرح به أن الرقيقة كالتاء يؤدى بطرف اللسان والمغلظة كالطاء بكله.
وفيه أن العمدة ما سمعت من أن امتياز الحروف إنما هو بجواهرها وموادها ، لا مجرد الاختلاف في المخارج ، مع تحقق المغايرة ، هذا مع أن الإجماع حاصل على عدّ الرقيقة والمغلظة حرفا واحدا ، وعلى عدّ الدال والطاء وكذا السين والصاد حرفين ، واعتبار المغايرة مبنيّ على فرض التغاير المفقود في المقام.
والحق على ما هو المقرّر في محله أنّ لكل حرف من الحروف مخرجا على حدة ، ولو باعتبار اختلاف كيفية الاعتماد وتحريك العضلات والأعصاب اللسانية وغيرها ، على ما يشهد به الوجدان.
ومنها : ما قيل : من أنه إذا ألقيت من هذا الاسم الألف بقي (لله) ، (لِلَّهِ الْأَمْرُ