مع ما فيه من الإشارة إلى كليات الجواهر الخمسة ، والعوالم الخمسة الكلية : وهي : الأزل سبحانه وتعالى.
وعالم السرمد ، وهو عالم الرجحان والأمر ، والمشية الكلية ، والفعل ، والإبداع.
وعالم الجبروت ، أي العقول والمعاني المجردة عن المادة والمدّة والصورة وعالم الملكوت ، أي النفوس والصور المجردة البرزخية والجوهرية.
وعالم الملك ، أي الأجسام التي أعلاها محدّد الجهات ، وهو المساوق في الوجود للزمان والمكان ، بحيث لا يسبق شيء من هذه الثلاثة الآخرين في الغيب والشهادة ، بل لا يفضل شيء منها عن أخويه ولا ينقص عنه.
وإلى الخمسة العبائية «الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (١) وهو أول المخمّسات البسيطة ، وأول أعداد المربعات النارية ، وليس في الأفراد ما يدل على تركيب ما هو أوله سواه.
وهذا الحرف هو الاسم الأعظم والنور المعظم ، والحرف المقدم عند كثير من أرباب التحقيق ، بل هو في الحقيقة اسم الله العظيم جل جلاله ، والألف واللام للتعريف ، واللام والألف لنفي الغير ، فهو إشارة إلى الهوية المجرّدة الغيبية الإلهية.
بل قيل : إنّه الذكر الجاري على الدوام في أنفاس الحيوانات في حركتها وسكونها ، ونومها ويقظتها ، واختيارها واضطرارها.
بل قيل : إنّ الحكماء الإلهيين وضعوا الأرقام التسعة المشهورة التي هي أصول الأعداد الباقية ، وكذا الحروف المفردة التي يحاذي الأعداد التسعة بحساب الجمل بإزاء الأصول التسعة للموجودات وهي (الباري) عزّ شأنه ، و (العقل) ،
__________________
(١) اقتباس من آية التطهير في سورة الأحزاب (٣٣).