و (النفس) ، و (الطبيعة) و (الهيولى).
والأربعة الأول لمّا كانت من الفواعل فاعتبارها من حيث ذواتها غير مضافة إلى ما بعدها ، ثم من حيث تأثيرها في معلولاتها يحصل ثمانية ومع الهيولى تسعة ، وهي أصول الموجودات.
فقالوا : الألف إنما يدلّ بها على الأحدية الصرفة تعالى شأنه من غير اعتبار الإضافة ، والباء للعقل كذلك ، والجيم للنفس كذلك ، والدال للطبيعة كذلك ، ثم الهاء للباري تعالى باعتبار إضافتها إلى ما تحتها وهي مرتبة الألوهيّة والواو للعقل كذلك ، والزاي للنفس كذلك ، والحاء للطبيعة كذلك.
ثم الطاء للهيولى لأنها في أخيرة المراتب ، وليس لها إلا حيثية واحدة.
وهذه الوجوه وإن كانت في الظاهر مناسبات اعتبارية ، إلا أنها حاكية عن حقايق متأصلة أشرقت عليها بتجلي ظهورها وفاضل نورها ، فكانت مرآة لها ودليلا عليها.
نعم في بعض ما في عباراتهم من الإضافة إلى الباري وعدّه من جملة المراتب وغيرهما بعض المسامحات.
ثم إنه إذا أشبع بعد ضمّه وتوجهه إلى مبدأه ظهر بظاهره وباطنه ، وهو ستة عدد قوي الواو الذي هو أيضا من الأعداد الدائرة الكرية التي تظهر بنفسها وبصورتها في جميع مربعاتها ومكعباتها ومضروباتها ، وذلك أن العدد الدائر ليس بعد الواحد إلا الخمسة والستة ، ويقال له الكري أيضا.
وقد اجتمعا في كلمة (هو) وهو الإشارة إلى الهوية الثانية الأحدية.
ولذا قال مولانا الباقر عليهالسلام في قوله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) قال :
«قل أي أظهر ما أوحينا إليك ونبّأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدي بها من ألقى السمع وهو شهيد ، وهو اسم مشار ومكنّى إلى غائب ، فالهاء