قال : لخصلة شريفة تكون في عبدي أحبّها ، وهي أن يحبّ إخوانه الفقراء المؤمنين ، ويتعاهدهم ويساوي نفسه بهم ، ولا يتكبر عليهم ، وإذا فعل ذلك غفرت له ذنوبه ولا أبالي.
يا موسى إنّ العظمة ردائي ، والكبرياء ازاري ، فمن نازعني في شيء منهما عذّبته بناري.
يا موسى إنّ من إعظام جلالي إكرام عبدي الذي أنلته حظا من الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا قصرت يده في الدنيا ، فإن تكبّر عليه فقد استخفّ بعظيم جلالي.
ثم قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الرحم الذي اشتقها الله من رحمته بقوله : أنا الرحمن ، هي رحم آل محمد ، وإنّ إعظام الله تعالى إعظام محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّ كل مؤمن ومؤمنة من شيعتنا هو من رحم آل محمد ، وإن إعظامهم من إعظام محمّد ، فالويل لمن استخفّ بشيء من حرمة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وطوبى لمن عظّم حرمته ، وأكرم رحمه ووصلها ...» (١) الخبر.
وهذا الذي ذكرته شعبة من الصلة وإلّا فقد ورد أنهم أصل كل خير ، ومن فروعهم كلّ برّ وعمل صالح من الصلاة والصوم والزكاة والحج والصدق والأمانة والتقوى وغير ذلك من العبادات القالبية والقلبية ، وأنّ عدوّهم أصل كل شرّ ومن فروعهم كلّ شرّ ، فمن انقطع منهم وأخذ بفروع أعدائهم قولا وفعلا وعملا فقد انقطع عنهم وقطع رحمهم ولذا قالوا : «كذب من زعم أنّه من شيعتنا وهو آخذ بفروع غيرنا» (٢).
ثم لا يخفى عليك أنّ الرحمة الإيمانية كما أنها مشتقة منهم ، فكذلك الرحمة الرحمانية فإنهم الرحمة الكلية والمشية الإلهية ، بهم فتح الله وبهم يختم ، وبهم ينزل
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٣ / ٢٦٦ / ٢٦٨ ، عن تفسير الإمام عليهالسلام.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٤ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ، ح ١٥ عن كنز الفوائد وفيه : كذب من قال : إنه معنا وهو متعلق بفرع غيرنا.