دخل الجنة وهي : الله ، الإله ، الواحد ، ... الرحمن ، الرحيم ...» (١).
فقدّمه على غيره من أسماء الصفات مع أن الرحمة الرحمانية كالمادة الأولية لعامة الخلق ، والرحيمية كالصورة الإيمانية ، والأولى في رتبة النبوة ، والأخرى في مقام الولاية بها تمام النبوة بل إكمال الدين وإتمام النعمة هذا في الظاهر.
وأما في الباطن فالأمر على العكس ، فإن الولاية التامة العامة الكاملة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وظهور النبوة بوصيّه لأنه الباب والحجاب ، ولذا قال : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى قوله (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٢) أي بوصيّة الذي هو نفس الإيمان و (مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٣).
وأيضا قد ورد اسم «الرحمن» في القرآن المجيد بعد تكرره في أوائل السور في البسملة في بضع وأربعين موضعا ولم يذكر في شيء منها بعد اسم من الأسماء إلا بعد كلمة «الله» أو الضمير الدال عليه ، كما في قوله : (هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) (٤).
فإنه قد وقع رديفا لكثير من الصفات الفعلية كالغفور ، والرب ، والرؤوف ، والعزيز ، بل لم يأت متصلا بما يدل على الذات من الاسم الظاهر والمضمر.
وأيضا ربّما يعلل التقديم مرة باختصاص الأول بالدنيا والأخير بالأخرى ، وفيه ما سمعت.
وباختصاص الرحمن بالعرش (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥) كالرحيم
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤ / ١٨٦ ، ح ١ عن التوحيد والخصال.
(٢) التوبة : ١٢٨.
(٣) المائدة : ٥.
(٤) البقرة : ١٦٣.
(٥) طه : ٥.