الله ذلك بسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك ، أما علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حدثني عن الله عزوجل أنه قال : كلّ امر ذي بال لم يذكر اسم الله فيه فهو أبتر؟
فقلت : بلى بأبي أنت وأمي لا أتركها بعدها ، قال : إذا تحظى بذلك وتسعد ، ثم قال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين! ما تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ قال : إن العبد إذا أراد أن يقرأ ويعمل عملا فيقول : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أي بهذا الاسم أعمل هذا العمل ، فكل عمل يعمله يبتدأ فيه ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فإنه يبارك له فيه.
ثم ساق الخبر إلى أن قال : إنّ رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين! أخبرني عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ما معناه؟ فقال :
إن قولك : «الله» أعظم الأسماء من أسماء الله تعالى ، هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمّى به غير الله تعالى ولم يتسم به مخلوق.
فقال الرجل : فما تفسير قوله «الله»؟
فقال : هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه ويقطع الأسباب من كل من سواه ، وذلك أن كل مترأس في هذه الدنيا أو متعظم فيها وإن عظم غناؤه وطغيانه ، وكثرت حوائج من دونه إليه ، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعظم ، وكذلك هذا المتعظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها ، فينقطع إلى الله عند ضرورته وحاجته وفاقته حتى إذا كفي همه عاد إلى شركه ، ألم تسمع الله عزوجل يقول : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ) (١). فقال الله تعالى لعباده : «يا أيها الفقراء
__________________
(١) الأنعام : ٤١.