إلى رحمتي إني قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال ، وذلة العبودية في كل وقت ، فإليّ فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته ، فإني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم ، وإن أردت منعكم لم يقدر غيري على إعطائكم ، فأنا أحقّ من سئل وأولى من تضرّع إليه ، فقولوا عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أي أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا تحقّ العبادة لغيره ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعي ، الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا ، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا ، وهو يرحمنا بتمييزنا عن أعدائه.
ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من حزنه أمر تعاطاه فقال (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وهو مخلص لله عزوجل يقبل بقلبه إليه ، لم ينفكّ من أحد الشيئين (١) : إما بلوغ حاجته الدنياوية ، وإما ما يعد له عنده ويدخّر لديه ، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين».
وقال الحسن بن علي عليهماالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)».
قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إن الله عزوجل قال لي : يا محمد (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٢) فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم وأنّ فاتحة الكتاب أعظم وأشرف مما في العرش وإن الله تعالى خص بها محمدا وشرفه ، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان على نبينا وآله وعليهالسلام فإنه أعطاه منها بسم الله الرحمن
__________________
(١) في البحار : «عن احدى اثنتين».
(٢) الحجر : ٨٧.