الرحيم ، ألا تراه إنه يحكي عن بلقيس حين قالت : (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١).
ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين منقادا لأمرهم ، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم أعطاه الله عزوجل بكل حرف منها حسنة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخزائنها ، ومن استمع قاريا يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارىء ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرّض لكم ، فإنه غنيمة فلا يذهبن أوانه فتبقي في قلوبكم الحسرة» (٢).
أقول : وهذا الخبر وإن مرت الإشارة إلى جملة منها فيما تقدم إلا أنا ذكرناه بتمامه في المقام تنبيها على الفوائد التي لا تستفاد إلا بتمام الكلام.
__________________
(١) النمل : ٢٩.
(٢) تفسير الإمام : ص ٩ ـ ٢٤ ، وعنه بحار الأنوار : ج ٩٢ / ٢٤٠ ـ ٢٥٧ ، ح ٤٨.