صوته كما في الدعاء.
وأما الحمد الخلقي الفعلي فيكون بالجنان وبالأركان وباللسان ولذا قيل : «إن الثناء للسلطان باللسان ينجيك من سيف السلطان ، ويسلمك من آفة الكفران ، وشكر الأركان ينجيك من دركات النيران ، ويبلغك إلى أعلى درجات الجنان ، والحمد بالجنان يقربك إلى الرحمن ويشرفك بالعرفان.
وأدنى درجات حمده في هذا المقام انفراد اللسان بالثناء عليه من دون مواثقة الجنان والأركان ، وربما كان مذموما لأنه من شعب النفاق.
وأعلاها وأغلاها وأرفعها في هذه المرتبة توافق الثلاثة ، وإن كان الأصل فيها معرفة المحمود ، ووقوع عظمته في القلب ، فإن الأركان حتى اللسان بمنزلة الآلات والأدوات للقلب تجري بحكمه ويترشح عليها ما وقع فيه ، فكل إناء بالذي فيه ينضح.
ولذا قال روح الله عيسى على نبينا وآله وعليهالسلام : «إن اللسان يتكلم بزوائد القلب ، فإذا وقعت في القلب عظمة شخص وكماله وجلاله بادرت الأركان والألسنة إلى تعظيمة والثناء عليه ، حتى ربما تقع لها شبه الاضطرار من شدة البدار ، ولذا اضطرت العقول بالاستكانة لديه ونطقت الألسن بالثناء عليه ، بل كل ركن من الأركان ، وكل مشعر من المشاعر لسان من الألسنة بل وكذا الأوصاف والأعراض والأحوال والخيالات والخطرات والنيات والأعمال.
وأما الحمد الإطلاقي فهو العام التام الكامل الشامل لجميع ما ذكرناه وما لم نذكره ، مما لم يثبت في الدفاتر ، ولم يجر على الخواطر.
وإلى ما ذكرناه من مراتب الحمد إشارة بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الدعاء : «الحمد لله كلما حمد الله شيء ، وكما يحب الله أن يحمد ، وكما هو أهله ، وكما ينبغي لكرم