وسعه ألوهيته.
وهو قوله : «قد ملأ الدهر قدسه وأحاط بكل شيء علمه ، وكما أنه أعلم الأسماء وأشملها فهو أعلاها وأولها» (١).
فالحمد الذي علقه عليه أعلى المحامد وأولها ، ولذا نبّه على اختصاصه به باللام المفيدة له إفادة أولية أصلية ، فإنه الأصل في معانيها المتكثرة التي أنهاها بعضهم إلى نيّف وعشرين معنى وهو المراد بها في المقام ، لكنه ينبغي أن يعلم أن المراد بالاختصاص هو الربط الملحوظ بين الشيئين على الوجه المعتبر في النسبة ، وهذا قد يكون بالاستحقاق نحو : الحمد لله ، والملك لله ، والعزة لله ، وويل للمطففين ، ونحوها ... ، قيل : وهو المراد بها حيث وقعت بين معنى وذات ، وقد يكون بالملك نحو : «لك يا إلهي وحدانية العدد» (٢) على ما في الصحيفة السجادية ، أي إنها ملك له سبحانه ، فهي من جملة خلقه ، لا انه يتصف بها في ذاته.
ومثله : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (٣) وهذا هو الملكية الحقيقية الأصلية وأما الفرعية الظلية فكقولك : هذا المال لزيد ، وله علي عشرة دراهم ، فإنها ملكية شرعية اعتبرها الشارع الحكيم في صقع الناسوت بين بني آدم بأسباب جعلية شرعية حفظا للنظام ولطفا على الأنام ، مع أنهم لا يملكون لأنفسهم شيئا ، هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم.
وقد يكون بمجرد الاختصاص وإن لم يبلغ الملكية الاعتبارية أيضا نحو الجل للفرس ، والحصير للمسجد ، والمنبر للخطيب.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٣ / ٢٥٥ ، ح ١.
(٢) الصحيفة السجادية : الدعاء ٢٥ ، أولها : أللهم إني أخلصت بانقطاعي إليك.
(٣) طه : ٦.