وقوله : (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ) (١) ، وقوله : (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) (٢).
وربما يعدّ هذا الأخير من شبه التمليك ، لكن الوجه ما سمعت من رجوع الجميع إلى معنى الاختصاص الذي يختلف وجوهه باعتبار الموارد ووجوه النسب التي بين الشيئين.
ولذا قسّمه بعض الأعلام ثلاثة أقسام :
اختصاص السافل بالعالي على وجه الملك ، نحو : (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ) (٣) ، والعكس نحو : (رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤) ، و (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٥) ، إذ الإضافة فيهما بتقدير اللام ، والعالي وإن كان لا يلتفت إلى السافل إلا أنّ السافل من جهة استمداده منه ولواذه به والتجائه إليه ظهر به فليس له حقيقة إلا ظهور العالي به وتعريفه له بنفسه ، كما قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : «بها تجلّى صانعها للعقول» (٦). فيكون للعالي أيضا اختصاص به من حيث الإفاضة والإمداد والإبقاء واختصاص بعض المتباينين بالبينونة الاعتزالية بالآخر ، وذلك من جهة التناسب الواقع بينهما في صقع الاعتبار والافتقار.
وعلى كل حال ، فحقيقة الاختصاص وتمامه إنما هو اختصاص السافل بالعالي لأنه اختصاص من جميع الوجوه وبكل الاعتبارات ، فإن السافل كله للعالي على الإطلاق ، وهو رب الأرباب ، إذ منه ذاته ووجوده وصفاته وآثاره وأفعاله.
__________________
(١) النساء : ١١.
(٢) النحل : ٧٢ ، الشورى : ١١.
(٣) التغابن : ١.
(٤) فاتحة الكتاب : ٢.
(٥) فاتحة الكتاب : ٤.
(٦) بحار الأنوار : ج ٤ / ٢٣٠ ، ح ٣ وص ٢٥٤ ، ح ٨.