واستمداده في كل ذلك لأنه قائم بأمر الله بالقيام الصدوري كما قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : «كل شيء سواك قام بأمرك».
وإليه الإشارة بقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) (١).
ثم إن الأصل في كل كلمة على حرف واحد كالواو ، والفاء ، والسين ، واللام ، وغيرها هو الفتح ، لأن الحرف الواحد لا حظ له في الإعراب بل يقع مبتدأ في الكلام ولا يبتدأ بساكن ، فاختير له الفتح ، لأنه أخفّ الحركات ، والأنسب الابتداء بالأخف ، فنقول : جاء زيد وعمرو أو فعمرو ، وسيخرج زيد.
وقد خرج من هذه القاعدة الباء الجارة التي مضى الكلام فيها ، واللام الجازمة في «ليفعل» فرقا بينها وبين لام التوكيد ، واللام الجارة في مثل المقام فرقا بين لام الملك ولام التوكيد ، فإذا قلت : إن المال لهذا ـ أي في ملكه ـ وأن المال لهذا أي هو هو.
وإنما قيّدناه بمثل المقام لأنها إذا دخلت على المضمر ردت إلى الأصل وهو الفتح ، فنقول : له ولك ولنا ، لارتفاع اللبس لتغاير ضمير الجر للرفع.
نعم ، كسروها مع ياء المتكلم لأن هذا الياء لا يكون قبلها مكسورا بلا فرق بين الاسم والفعل والحرف ، نحو : غلامي وضربني ولي.
ولذا لمّا كان الجرّ لا يدخل الفعل زادوا قبل الياء نون الوقاية ، وقاية للفعل من كسر آخره.
بقي الكلام فيما يتعلق بقراءة الآية الشريفة ، وقد ادّعي في «المجمع» وغيره إجماع القرّاء على ضم الدال من (الْحَمْدُ) وكسر اللام من (لِلَّهِ).
قال : «وروى في الشواذ بكسر الدال واللام ، وبضم الدال واللام ، وبفتح الدال
__________________
(١) الروم : ٢٥.