وكسر اللام ، وأجمعوا على كسر الباء من رب ، وروي عن زيد (١) بن علي نصب الباء ، ويحمل على أنه بين جوازه لا أنه قراءة» (٢).
وحكي في «الكشاف» القراءة بالكسرتين عن الحسن (٣) البصري ، وبالضمتين عن إبراهيم (٤) بن أبي عبلة للاتباع فيهما ، قال : والذي جسرهما على ذلك ، والاتباع إنما يكون في كلمة واحدة كقولهم : منحدر الجبل ومغيره تنّزل الكلمتين منزلة كلمة واحدة لكثرة استعمالها مقترنتين ، وجعل الأفضل قراءة إبراهيم حيث جعل الحركة البنائية تابعة للإعرابية التي هي أقوى بخلاف قراءة الحسن» (٥).
لكنه لا يخفى أن هذه القرائات كلها مشتركة في الشذوذ ، فلا يجوز القراءة بشيء منها في الصلاة وغيرها ، وكذا نصب الرب المحكي عن زيد بن علي عليهالسلام وإن أمكن توجيهه بالنصب على المدح أو بما دل عليه (الْحَمْدُ لِلَّهِ) كأنه قيل «نحمد الله ربّ العالمين».
ثم إنه قد ذكر بعض العامة في كتاب أورد فيه ضبط رسوم الكلمات أن (لِلَّهِ) كتب بلامين ، والقياس يوجب أن يكون بثلاث لا مات ، وكذا كل كلمة يجتمع فيها ثلاث لا مات حذف منها واحدة نحو : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى).
أقول : وفيما ذكره من المثال ما لا يخفى ، ولعل الأولى رسمه بلام واحدة لمكان التشديد كما لا يخفى.
__________________
(١) هو : زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام المعروف يزيد الشهيد ، استشهد بالكوفة سنة (١٢٠) ه كما في إرشاد المفيد ص ٢٨٦ أو سنة (١٢٣) ه. ـ كما في الأعلام : ج ٣ / ٩٨.
(٢) مجمع البيان : ج ١ / ٢١.
(٣) الحسن البصري المتوفى (١١٠) ه.
(٤) إبراهيم بن أبي عبلة شمر بن يقظان الدمشقي توفي بفلسطين سنة (١٥٢) ه. الثقات لابن حبان : ج ٤ / ١١.
(٥) الكشاف : ج ١ / ٥١ ـ ٥٢.