بذو هو في ملكه لا هو هو في ذاته وبالمبالغة على الوجه الثاني ينثلم تنزيهه سبحانه ولذا يستفاد من ظاهر الأكثر كصريح بعضهم ترجيح الوصفية ، ويؤيده ما في الدعاء : «يا ربّ كل شيء وصانعه» (١).
وعلى كل حال فهو يطلق على السيّد المطاع ، وحمل عليه قوله (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) (٢).
بل عن ابن عباس حمل قوله (رَبِّ الْعالَمِينَ) عليه ، لكنه غير جيّد ، إذ السيد لا يضاف إلى غير ذوي العقول ، فلا يقال : فلا يقال : سيد السموات والأرض كما يقال : رب السموات والأرض ، وحمل العالمين على ذوي العقول لذلك تكلّف في تكلف ، مع أن المقام تأبى عنه لوجوه لا تخفى ، نعم المعنى المستفاد من السيادة مقصود في المقام على وجه أبلغ مما يستفاد من المعاني الآتية.
وعلى المربي الذي يبلغ بالشيء إلى كماله شيئا فشيئا بالتدريج وعليه حمله في «التيسير» بل يحمل عليه قول فرعون لموسى عليهالسلام : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) (٣) ، بناء على ما مر من التخفيف بتبديل الباء ياء.
ولا بأس بإرادته في المقام على الوجه الذي يليق بعزّ جلاله من كون التربية له من جميع الوجوه ، وعلى وجه القيوميّة المطلقة لا لغرض ولا لعوض يعود إليه حسب ما يأتي.
وعلى المالك كما يقال : ربّ الدار وربّ الغنم.
وعلى الصاحب ، تقول : زيد رب عمرو أي صاحبه ، ويطلق عليه سبحانه كما
__________________
(١) دعاء الجوشن الكبير ، الفصل (٩٤).
(٢) يوسف : ٤٢.
(٣) الشعراء : ١٨.